كانتْ الصورةُ المرسومة في الأفق ساحرةً أَخَّاذة، ألوانٌ منعكسة على فُتَاتِ الغيوم الغَرْبيَّة، تمتد بعضها كقطعة الحرير ناعمةً ملساءً.
وتُشَكِّل الأخرى رسومات طبيعية خلابة، والصورة بمجموعها بديعة الألوان، جميلة التقاسيم.
زاد هذه اللوحة روعة ذلك الجبل الأشم المتعمم بالثلوج البيضاء، بدأتُ أَسْبَحُ في جمال هذا المنظر الرائع، أحسستُ بأنني أُحَلِّقُ في الفضاء أسير بين السحب، ألامس النجوم، أقبل القمر، وفجأة !!! …
انسدلتْ أمامي صورةٌ أروع، أضاءتْ صفحة السماء بلآلئ متناثرة، إنه المنظر المحبوب لدي، إنني أعشقه وأحبه، هِمْتُ في النظر إليه، مددتُ يدي لأصل إليه، بدأت الصورة تشرق وتشرق.
ارتسمتْ أمامي، ما أروعه من جمال، ابتسمتْ، رأيت في السماء يومها قمر الحب أشرق على حبيبه، ناديتها: أيتها الغادة الجميلة الحسناء، أي جمال رُزقتِ، لقد سحرتني بهذه البسمة الفاتنة ..
ابتسمتْ ثانية، قالت بصوت رقيق: أحبك..
ترددتْ كلمتها في الفضاء: (أحبك)، أحسست ببرودة الثلج الذي ذاب مع حرارة الحب، أمطرتْ سحابةُ الحب على قلبي وابلًا من السعادة .. مضيت أردد: (أحبك) ..
نظرت إلى السماء ثانية، حركتْ يدها لأقْبِل إليها، مددتُ يدي نحوها، أحسست بنعومة خدها على خدي، أغمضت عيني أتمتع بهذه السعادة الغامرة ..
حركتُ يدي لألمس شعرها، تاهت يدي، نظرت فإذا بي أنظر إلى السحاب الغربي مرة أخرى .. ت: فكيف إذن هي الحقيقة ..
موقع الدكتور: فهد مبارك الوهبي